في ذكرى رحيل عريس الشهداء******************
بعد مرور 32 سنة على ذلك الحدث الاليم، مانزال حتى اليوم نقف مشدوهين غير مصدقين لقصة استشهادك، التي حولت فقدانك المفاجئ الى احزان متسارعة.
فقد كنت الثائر الذي انتفض، وثار، وتمرد على مأساة وواقع شعبه، وحرث بسنديان الغضب، الأرض والإنسان، وزرع الفكر
والعمل... لكنه رحل قبل ان يكتمل الزرع، رحل دون موعد او استئذان من تاريخ شعبه، وهل يرحل الثوار قبل الحصاد.. و تحقيق الأهداف؟
لقد غبت عنا بعد ان منحناك حبنا ، ثقتنا و غادرتنا بشموخك المعهود لتواجه الشهادة بكل شجاعة وإقدام غير مبالٍ ولا مكترث بما كان يخبئ القدر......
قدمت روحك في عز الشباب ولم تساوم على وطنك وأرضك ومبادئك ، ولم تحن رأسك الشامخ للمحتل.
رحلت ايها القائد الفذ، رمز ذاكرة شعبنا، جسداً لكنك باق بيننا فكراً وروحاً.
رحلت لتضرب لنا أروع الدروس في التضحية و لتعلمنا الوفاء والإخلاص والوطنية والإقدام .
وبرحيلك مع البدايات .. اثبت لاعداء الوطن انك عريس الشهداء، و ان جيلاً جديداً من المناضلين الشبان صاروا يملأون الساحة وعلى استعداد لأن يقدموا ارواحهم في كل لحظة دفاعاً عن الوطن والثورة وقيام الدولة الصحراوية، و لن يسمحوا للاعداء بان يعيدوا عقارب الزمن الى الوراء مهما عظمت التضحيات وتكاثرت ولن يفرطوا قيد انملة بالمبادئ او يساوموا على دماء الشهداء.
معذرة ايها الشهيد
لقد كانت رحلتك مع الحياة قصيرة، لكنها طويلة مع النضال الحافل بالاعمال الجسورة والتضحيات النبيلة، واذا كان لنا ان نذكر شيئاً في ذكرى استشهادك ، لقلنا ان سيرتك اليوم قبس لكل المناضلين وعلينا في زحمة الاحداث والتحديات الا ننسى سخاءك الطوعي بحياتك دفاعاً عن الوطن والمبادئ التي آمنا بها جميعا طريقاً لتحرير الانسان والوطن وتشييد مستقبل حر .. لكل الصحراويين.
معذرة ايها الشهيد
اذا كنا قد تناسينا لهول الصدمة الوعد الذي اقتطعته : اذا اردت حقك يجب ان تسخى بدمك
فقد كان دمك يومها يسيل نازفاً متسربلا بغزارة ، ليتحول إلى نار وبارود ولهيب يلفح من ذبحوا شعبك على مرأى ومسمع من العالم، فكنت الرد ، والقدر النافذ الذي يوقف زحف غطرسة الاحتلال والاستعلاء، ويذيقه من نفس الكأس الذي زرعه .
و هطلت كالغيث لتعبر بدمائك المسافة بين الامس والغد ... بين اليأس والأمل ... بين الهزيمة والإنتصار ... لتغدو شمساً تشرق صباحاتنا، ونورا لكل حر ثائر.
معذرة ايها الشهيد
فحين نذكرك ... يهرع الى الذاكرة كل الوطن بجباله وطلحه واشجاره ورجاله.
تسافر بنا الذاكرة الى كل المدن والشطآن التي هجرناها بعد ان احببناها.. ليكون الوطن باتساع المدى الذي لاينتهي .. حيث تتعانق المخيمات وتخرج من ثوبها لترتدي زينة الاقحوان.
معذرة ايها الشهيد
فقد كنت وحدك ومن رحل من يعرف الطريق ويعرف نهايته جيدا ( النصر أو الشهادة ) وكنت تعرف كيف تصهر الرفاق ومن كانوا يقفون على جنبات الطريق متفرجين لتزج بقناعاتهم في معركة كل الوطن او الشهادة وبالبندقية ننال الحرية و ترسم بقوتهم وصلابتهم وعنادهم رياح النصر القادم ...
معذرة مرة اخرى
فحين تغيب الرجولة .. وتختزل الطهارة ... نلجأ إلى سيرتك ... نتنسم ذكراك ... نتأمل طريقك ... علنا نغتسل بدمائك الطاهرة ... و نلبس ثوب العزة في زمن الانتظار ... علنا نصنع الإنتصار من قلب الحصار..
فكم يبدو البون شاسعا اليوم في ذكراك بين من يحني هامته ويستجدي عدوا ادمن الذبح ودوس الكرامة وبين رجال كالانبياء ضربوا اوتادهم في اعماق الارض، يصنعون الثورة وينتقلون سنة بعد اخرى بين شفرات الحراب ، دون ان يرف لهم جفن او تلين لهم عريكة .
فطوبى لعهدكم وووعدكم
ولا نامت اعين الجبناء
**
موضوع: في ذكرى رحيل عريس الشهداء 
الأحد أغسطس 01, 2010 4:39 am
اليومية